إنها حيوانٌ بَحرِيٌّ ثَدْيِيٌّ أملس. والفُقْمةُ سَبَّاحةٌ ماهرةٌ، تَقضِي مُعظَمَ الوقتِ في الماءِ، ولكنَّها تَلِدُ صِغارَها على اليابسةِ.
تَعِيشُ الفُقمَةُ 40 سنةً أو أكثرَ، ورُبَّما يَنمُو الذَّكَرُ منها لِيَصِلَ إلى 6.5م طُولاً، ورُبَّما وَصَلَ وَزنُهُ إلى 3.600كجم. وللفُقمةِ طَبقةٌ من الدُّهْنِ يَتَراوَحُ سُمْكُها بين 2.5 و 15سم، تُساعِدُها في تَدفِئةِ جِسمِها، وتُمِدُّها بالطّاقةِ عندما لا تَستَطِيعُ الحصولَ على الغذاءِ، وللفقمةِ أسنانٌ حادّةٌ مُدَبَّبةٌ تُمسِكُ وتُمَزِّقُ بِها أغلبُ فَرائسِها. ولا تَستَطِيعُ مَضْغَ الطَّعامِ لعَدَمِ وُجُودِ سُطُوحٍ مُستَوِيةٍ لأسنانِها، ولذا فهي تَبتَلِعُ الأسماكَ الصَّغِيرةَ بأكملها.
للفُقمةِ عُيونٌ كبيرةٌ لامعةٌ، وتستطيعُ مُعظمُ الفُقماتِ أن ترى وتَسمعَ جَيِّداً، ولكنّ حاسّةَ الشَّمِّ لديها ضَعيفةٌ. ولكلِّ الفُقْماتِ شَواربُ على الشَّفَةِ العليا، وهي شَواربُ حَسّاسةٌ للَّمسِ.
كما أنّ للفُقْمةِ زعانفَ يُمكِنُ أن يَصِلَ طُولُ الأماميَّةِ منها أحياناً إلى أكثرَ من 45سم وعرضها لحوالي 15سم، مِمّا يَجعَلُ منها سَبّاحاً قَويّاً.
ويَنتَشِرُ مُعظَمُ أنواعُ الفُقْماتِ في المحيطاتِ أو في البحارِ الدّاخليّةِ على اليابسةِ، بينما يَعِيشُ القليلُ منها في المياهِ العذبةِ.
تَقضِي بعضُ أنواعِ الفُقماتِ مُعظَمَ وقتها على اليابسةِ أو على قِطَعٍ كبيرةٍ عائمةٍ من الثّلجِ. وتبقى فُقماتُ الفِراءِ الشَّماليّةُ في البحرِ لثمانيةِ أشهُرٍ، وتُهاجِرُ لمسافةِ ثمانيةِ آلافِ كيلو متر في العامِ أبعدَ من أيِّ حيوانٍ ثَدْيِيٍّ آخرَ.
يَصطادُ النّاسُ بَعضَ أنواعِ الفُقماتِ لفِرائها، وبعدَ إزالةِ الفِراءِ يُجَمَّدُ لَحمُ الفُقمةِ أحياناً، ويُباعُ غذاءً للحيوانِ، ويأكلُ بَعضُ الإسكيمو لَحمَ الفقمةِ. ولِلحمِها نَكهةٌ قَوِيّةٌ يَنفِرُ منها مُعظمُ النّاسِ في الأجزاءِ الأخرى من العالَمِ. ويُستَعمَلُ دُهْنُ الفقمةِ في القَلْيِ، أو يُشعَلُ للإضاءةِ وللتَّدفئةِ. كما يَصنَعُ الإسكيمو ملابسَ صَيدِهم من جُلودِ الفُقماتِ.
منقول للاستفادة :BALL: